فصل: قصيدة: إنّ شَرْخَ الشّبابِ والشّعَرَ الأسود

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: ديوان حسان بن ثابت الأنصاري



.قصيدة: أبلغْ بني عمروٍ بأنّ اخاهمُ

أبلغْ بني عمروٍ بأنّ اخاهمُ ** شَرَاهُ امرُؤ، قد كان للشَّرّ لازِما

شَرَاهُ زُهيرُ بنُ الأغرّ وجامِعٌ ** وكانا قديماً يرْكبانِ المحارِما

أجرتمْ، فلما أن أجرتمْ غدرتمُ ** وكنتُمْ بأكنافِ الرّجيعِ لهَاذِمَا

فليتَ خبيباً لم تخنهُ أمانةٌ ** وليْتَ خُبَيباً كان بالقَوْمِ عالِما

.قصيدة: وصقعبُ والدٌ لأبيكَ قينٌ

وصقعبُ والدٌ لأبيكَ قينٌ ** لئيمٌ، حلّ في شعبِ الأرومِ

وبطنَ حباشةَ السوداءِ عددْ ** وَسائلْ كلَّ ذي حسَبٍ كريمِ

تسمونَ المغيرةَ، وهوَ ظلمٌ ** وَيُنسَى دَيسَمُ الإسْمُ القديمُ

.قصيدة: باهى ابنُ صقعبَ، إذ أثرى، بكلبتهِ

باهى ابنُ صقعبَ، إذ أثرى، بكلبتهِ ** قل لابن صَقْعَبَ: أخفِ الشخص واكتتمِ

قل للوليدِ: متى سميتَ باسمك ذا ** أمْ كانَ ديسمُ في الأسماءِ كالحلمِ

وإذْ حُبَاشةُ أمٌّ لا تُسَرُّ بها ** لا ناكحٌ في الذرى زوجاً، ولمْ تئمِ

فالحقْ بِقَيْنِكَ، قَينِ السوءِ، إنّ لهُ ** كِيراً بِبابِ عَجوزِ السوءِ، لمْ يَرِمِ

تلكمْ مصانعُكم في الدهرِ قد عُرِفتْ ** ضَرْبُ النّصَالِ، وَحسنُ الرَّقعِ للبُرَمِ

.قصيدة: لَقَدْ عَلِمتْ بَنو النَّجَّارِ أنّي

لَقَدْ عَلِمتْ بَنو النَّجَّارِ أنّي ** أذودُ عن العشيرةِ بالحسامِ

وقدْ أبقيتُ في سهمٍ علوباً ** إلى يومِ التغابنِ والخصامِ

فلا تفخرْ فقدْ غلبتْ قديماً ** عليكَ مشابهٌ من آلِ حامِ

فلستَ إلى الذوائبِ من قصيٍّ ** وَلا في عِزّ زُهرَةَ إذْ تُسامي

وَلا في الفَرْعِ من أبناءِ عَمْروٍ ** ولا في فَرْعِ مخزومِ الكرَامِ

فأقصرْ عن هِجاءِ بَني قُصَيٍّ ** فقدْ جربتَ وقعَ بني حرامِ

.قصيدة: ألا إنّ ادعاءَ بني قصيٍّ

ألا إنّ ادعاءَ بني قصيٍّ ** على مَن لا يُناسبُهمْ، حَرَامُ

فإنّكَ وَادّعاءَ بَني قُصَيٍّ ** لك المجرى وليسَ لهُ لجامُ

فلا تفخرْ، فإنّ بني قصيٍّ ** هُمُ الرّأسُ المُقدَّمُ، والسَّنامُ

وأهلُ الصّيتِ والسوْراتِ قِدْماً ** مُقدَّمُها، إذا نُسِبَ الكِرَامُ

هُمُ أعْطوا منازِلَها قُرَيْشاً ** بمكةَ، وهيَ ليسَ لها نظامُ

فلا تفخر بقومٍ لستَ منهمْ ** فإنّ قبيلكَ الهجنُ اللئامُ

إذا عُدّ الأطايبُ من قُرَيشٍ ** تقاعدكمْ إلى المخزاةِ حامُ

قَسامةُ أُمُّكُمْ، إن تنسِبوها ** إلى نَسَبٍ فتأنفُهُ الكِرَامُ

.قصيدة: سألْتُ قُرَيشاً وقدْ خَبّرُوا

سألْتُ قُرَيشاً وقدْ خَبّرُوا ** وكلُّ قريشٍ بكمْ عالمُ

فقالتْ قريشٌ، ولم يكذبوا ** وقولُ قريشٍ لكمْ لازمُ

عبِيدٌ قُيونٌ، إذا حُصّلوا ** أبوكُمْ لَدَى كِيرِهِ جاثِمُ

فَسائلْ هِشاماً، إذا جِئتَهُ ** وخِرْقَةُ، عيْبٌ لكُمْ دائِمُ

أطبخُ الإهالةِ أمْ حقنها ** فأنفكَ منْ ريحها وارمُ

وجمرةُ عارٌ لكمْ ثابتٌ ** فقلبكَ من ذكرها واجمُ

.قصيدة: نالَتْ قُرَيشٌ ذُرَى العلياءِ، فانخنثَتْ

نالَتْ قُرَيشٌ ذُرَى العلياءِ، فانخنثَتْ ** بَنو المُغيرَةِ عن مجْدِ اللَّهامِيمِ

وافتخروا بأمورٍ، أهلها نفرٌ ** أحسابهمْ منْ قصيٍّ في الغلاصيمِ

بندوةٍ منْ قصيٍّ كان ورثها ** وباللواء، وحُجّاب فخاقيم

منْ جوهرٍ من قريشٍ فالتمسْ بدلاً ** منهُمْ مَعانيقَ في الهيْجا، مَقاديمِ

وَاترُكْ مآثِرَ قوْمٍ في بُيوتِهِمِ ** وافخَرْ بمَكرُمَةٍ في بيْتِ مخزُومِ

أوْ منْ بني شجعٍ إن كنتَ ذا نسبٍ ** حرٍّ من القومِ، منسوبٍ، ومعلومِ

هَلاّ مَنَعْتُمْ من المَخْزَاةِ أُمَّكُمُ ** عندَ الثنيّةِ من عمْرِوْ بْنِ يَحمُومِ

بَنُو المُغِيرَةِ فُحْشٌ في نديّهِمِ ** تَوَارَثُوا الجهلَ، بعد الكفرِ واللُّومِ

.قصيدة: لَعَمْرُ أبي سُمَيّةَ ما أُبَالي

لَعَمْرُ أبي سُمَيّةَ ما أُبَالي ** أنَبَّ التَّيْسُ أم نطقتْ جُذَامُ

إذا ما شاتهمْ ولدتْ تادوا: ** أجَدْيٌ، تحتَ شاتِكَ، أمْ غُلامُ؟

.قصيدة: ألمْ ترَ أنّ طلحةَ من قريشٍ

ألمْ ترَ أنّ طلحةَ من قريشٍ ** يعدُّ من القماقمةِ الكرامِ

وكانَ أبوهُ، بالبلقاءِ، دهراً ** يَسوقُ الشَّوْلَ في جِنحِ الظلامِ

هوَ الرجلُ الذي جلبَ ابنَ سعدٍ ** وعثماناً منَ البلدِ الشآمِ

هوَ الرجلُ الذي حدثتَ عنهُ ** غرِيبٌ بينَ زَمزَمَ والمَقامِ

.قصيدة: إذا ذُكرَتْ عُقَيْلةُ بالمخازي

إذا ذُكرَتْ عُقَيْلةُ بالمخازي ** تَقَنّعَ مِنْ مخازِيها اللّئامُ

أبو صَيْفي الذي قدْ كان منها ** ومخرمةُ الدعيُّ المستهامُ

إذا شتموا بأمهمِ تولوا ** سراعاً ما يبينُ لهمْ كلامُ

.قصيدة: أبَا لَهبٍ! أبْلِغْ بأنّ مُحَمّداً

أبَا لَهبٍ! أبْلِغْ بأنّ مُحَمّداً ** سيَعْلو بما أدّى، وإِنْ كنتَ رَاغِما

وإنْ كنتَ قدْ كذبتهُ وخذلتهُ ** وَحيداً، وَطاوَعْتَ الهجينَ الضُّراغما

ولوْ كنتَ حراً في أرومةِ هاشمٍ ** وفي سرها منهمْ منعتَ المظالما

ولكنّ لحياناً أبوكَ ورثتهُ ** وَمَأوَى الخنا منهمْ، فدَعْ عنكَ هاشما

سَمَتْ هاشِمٌ للمكرُماتِ ولِلْعُلى ** وَغُودِرْتَ في كأبٍ من اللؤم جاثِما

.قصيدة: مَنْ سَرّهُ الموْتُ صِرْفاً لا مِزَاجَ لهُ

مَنْ سَرّهُ الموْتُ صِرْفاً لا مِزَاجَ لهُ ** فلْيأتِ مأسَدةً في دارِ عُثمانا

مستحقبي حلقِ الماذيّ، قد سعفتْ ** فوْقَ المَخاطِمِ، بَيْضٌ زَانَ أبدانا

بلْ ليتَ شعري، وليتَ الطيرَ تخبرني ** ما كانَ شأنُ عليٍّ وَابنِ عفّانا

ضحّوا بأشمطَ عنوانُ السجود بِهِ ** يُقَطّع الليل تسبيحاً وقرآنا

لتسمعنّ وشيكاً في ديارهمِ ** اللَّهُ أكْبَرُ، يا ثَارَاتِ عُثْمانَا

وقَدْ رَضِيتُ بأهلِ الشّأمِ زَافِرَةً ** وبِالأميرِ، وبالإخوانِ إخوَانَا

إنّي لمنهُمْ، وإن غابوُا، وإن شهِدوا ** حتى المماتِ، وما سميتُ حسانا

ويهاً فدىً لكمُ أمي وما ولدتْ ** قدْ ينفعُ الصبرُ في المكروهِ أحيانا

شُدّوا السيوفَ بِثِنيٍ، في مناطِقكمْ ** حتى يحينَ بها في الموتِ من حانا

لعلّكُمْ أنْ تَرَوْا يَوْماً بمَغبطَةٍ ** خَلِيفَةَ اللَّهِ فِيكُمْ كالّذي كانَا

.قصيدة: يا للرجالِ لدمعٍ هاجَ بالسننِ

يا للرجالِ لدمعٍ هاجَ بالسننِ ** إنّي عجِبْتُ لمَنْ يبكي على الدِّمَنِ

إني رأيتُ أمينَ اللهِ مضطهداً ** عثمانَ رهناً لدى الأجداثِ والكفنِ

يا قاتلَ اللهُ قوماً كان شأنهمُ ** قتلُ الإمامِ الأمنِ المسلمِ الفطنِ

ما قاتَلوه على ذَنْبٍ ألَمّ بِهِ ** إلا الذي نطقوا زوراً ولم يكنِ

إذا تذكرتهُ فاضتْ بأربعةٍ ** عَيني بدمْعٍ، على الخَدّينِ، مُحتتنِ

.قصيدة: ومسترقِ النخامةِ مستكينٍ

ومسترقِ النخامةِ مستكينٍ ** لوقعِ الكأسِ، مختلسِ البيانِ

حَلَفْتُ لَهُ بهَا حجّتْ قُرَيشٌ ** وكلِّ مشعشعِ مِ الخمرِ آنِ

لتصطحبنْ، وإن أعرضتَ عنها ** ولوْ أني بحيبتهِ سقاني

فطافتْ طوفتينِ، فقالَ: زدني ** وَدَبّتْ في الأخادِعِ والبَنَانِ

فلمْ أعْرِفْ أخي حتّى اصْطَبَحْنا ** ثلاثاً، فانبرى خذمَ العنانِ

فَلاَنَ الصّوْتُ، فانبسَطتْ يداهُ ** وكان كأنهُ في الغلّ عانِ

وراحَ ثيابهُ الأولى سواها ** بلا بيعٍ، أميمَ، ولا مهانِ

.قصيدة: وَمُمسكٍ بِصُداعِ الرّأسِ من سُكُرٍ

وَمُمسكٍ بِصُداعِ الرّأسِ من سُكُرٍ ** ناديتهُ وهوَ مغلوبٌ، ففداني

لما صحا وتراخى العيشُ قلتُ لهُ: ** إنّ الحياةَ، وإنّ الموْتَ مِثلانِ

فاشربْ من الخمرِ ما آتاكَ مشربهُ ** واعلمْ بأنْ كلُّ عيشٍ صالحٍ فانِ

.قصيدة: إمّا سألْتَ، فإنّا مَعشرٌ نُجُبٌ

إمّا سألْتَ، فإنّا مَعشرٌ نُجُبٌ ** الأزْدُ نِسْبتُنا، والماءُ غَسّانُ

شُمُّ الأنوفِ، لهمْ مجْدٌ ومَكْرُمَةٌ ** كانتْ لهمْ كجبالِ الطودِ أركانُ

.قصيدة: إنّ شَرْخَ الشّبابِ والشّعَرَ الأسود

إنّ شَرْخَ الشّبابِ والشّعَرَ الأسـ ** وَد ما لمْ يُعاصَ كان جُنونا

ما التصابي على المشيبِ وقدْ قل ** ـبْتُ مِنْ ذاكَ أظهُرًا وبُطُونا

إن يكن غثّ من رَقاشِ حديثٌ ** فبِما نأكُلُ الحديثَ سمِينا

وانتصينا نواصيَ اللهوِ يوماً ** وَبَعَثْنَا جُنَاتَنا يَجْتَنُونَا

فجنونا جنىً شهياً، حلياً ** وقضوا جوعهمْ، وما يأكلونا

وأمينٍ حدثتهُ سرَّ نفسي ** فرعاه حفظَ الأمينِ الأمينا

مخمرٍ سرهُ، إذا ما التقينا ** ثِلِجَتْ نَفْسُهُ بإنْ لا أخُونَا

.قصيدة: وقَد كُنّا نَقولُ، إذا رأينا

وقَد كُنّا نَقولُ، إذا رأينا ** لذي جسمٍ يعدُّ وذي بيانِ

كأنّكَ، أيّها المُعطَى بَياناً ** وجسماً، من بني عبدِ المدانِ

.قصيدة: لمنِ الدارُ أوحشتْ بمعانِ

لمنِ الدارُ أوحشتْ بمعانِ ** بَينَ أعلى اليرْموكِ، فالخَمّانِ

فالقُرَيّاتِ مِنْ بِلاسَ فدارَ ** يا، فسكاء، فالقصورِ الدواني

فقفا جاسمٍ، فأوديةِ الصـ ** ـفرِ، مغنى قبائلٍ وهجانِ

تلكَ دارُ العزِيزِ، بعدَ أنيسٍ ** وحلولٍ عظيمةِ الأركانِ

ثكلتْ أمهمْ، وقد ثكلتهمْ ** يومَ حلوا بحارثِ الجولانِ

قدْ دَنَا الفِصْحِ، فالوَلائدُ يَنظِمـ ** ـنَ سِرَاعاً أكِلّةَ المَرْجانِ

يجتنينَ الجاديَّ في نقبِ الري ** ـطِ، عليْها مجَاسِدُ الكَتّانِ

لمْ يُعلِّلْنَ بالمغافِرِ والصّمـ ** ـغِ ولا نقفِ حنظلِ الشريانِ

ذاك مغنًى من آل جفنةَ في الدَّهـ ** رِ، وحقٌّ تعاقبُ الأزمانِ

قدْ أرَاني هُناك، حقَّ مَكينٍ ** عندَ ذي التاجِ مجلسي ومكاني

.قصيدة: ويثربُ تعلمُ أنا بها

ويثربُ تعلمُ أنا بها ** إذا التبسَ الأمرُ، ميزانها

ويثربُ تعلمُ أنا بها ** إذا قَحَطَ القَطْرُ، نوءانُها

ويثربُ تعلمُ أنا بها ** إذا خافَتِ الأوْسَ، جِيرانُها

ويثربُ تعلمُ أنّ النبيـ ** ـتَ عندَ الهزَاهِزِ ذُلاّنُها

مَتى تَرَنا الأوْسُ في بيضنا ** نَهُزُّ القَنا، تَخْبُ نيرَانُها

وتُعطِ القِيادَ على رَغمِها ** وينْزِلْ من الهامِ عِصْيانُها

.قصيدة: إنْ سركَ الغدرُ صرفاً لا مزاجَ لهُ

إنْ سركَ الغدرُ صرفاً لا مزاجَ لهُ ** فأتِ الرجيعَ، وسلْ عن دارِ لحيانِ

قوْمٌ تَوَاصَوْا بأكلِ الجارِ كلُّهُمُ ** فخيرهمْ، رجلاً، والتيسُ مثلانِ

لوْ ينطِقُ التيْسُ ذو الخَصْيينِ وَسطهمُ ** لَكانَ ذا شَرفٍ فيهِمْ وَذا شانِ

.قصيدة: ألا أبلغْ أبا قيسٍ رسولاً

ألا أبلغْ أبا قيسٍ رسولاً ** إذا ألقَى لها سَمعاً تُبِينُ

نسيتَ الجسرَ يومَ أبي عقيلٍ ** وَعندَكَ منْ وَقائِعِنا يَقِينُ

فلسْتُ لحاصِنٍ إنْ لم تزُرْكمْ ** خلالَ الدورِ مشعلةٌ طحونُ

يدينُ لها العزيزُ إذا رآها ** ويهربُ من مخافتها القطينُ

تَشِيبُ النّاهدُ العذراءُ فيها ** ويسقطُ منْ مخافتها الجنينُ

بعيْنَيكَ القوَاضِبُ حينَ تُعْلى ** بها الأبطالُ والهامُ السكونُ

تجودُ بأنْفُسِ الأبْطالِ سُجْحاً ** وأنتَ بنفسكَ الخبُّ الضننُ

ولا وقْرٌ بسمعِكَ حِينَ تُدْعى ** ضُحىً إذ لا تُجِيبُ ولا تُعِينُ

ألمْ نتركْ مآتمَ معولاتٍ ** لهُنّ عَلى سَرَاتكُمُ رنِينُ

تُشيِّنُهمْ، زعمت، بغيرِ شيءٍ ** ونفسكَ لوْ علمتَ بهمْ تشينُ

قتلتُمْ واحِداً منَّ بألْفٍ ** هَلا لله ذا الظَّفَرُ المُبِينُ

وذلك أنّ ألفَكُمُ قَليلٌ ** لواحدنا، أجلْ أيضاً ومينُ

فلا زلتمْ، كما كنتمْ قديماً ** ولا زِلْنا كما كُنّا نَكُونُ

يُطيفُ بكُم من النَّجّارِ قوْمٌ ** كأُسْدِ الغابِ، مَسكنُها العَرِينُ

كأنا، إذْ نساميكمْ رجالاً ** جِمالٌ حِينَ يَجْتلِدُونَ جُونُ

ولنْ ترضى بهذا فاعلموهُ ** معاشرَ أوسَ، ما سُمِعَ الحنينُ

وقد أكرَمتُكمْ وسكنتُ عنكم ** سَرَاةَ الأوْس، لوْ نَفَعَ السُّكونُ

حياءً أنْ أشاتمكمْ، وصوناً ** لعرضي، إنهُ حسبٌ سمينُ

وأكرمتُ النساءَ، وقلتُ رهطي ** وهذا حينَ أنطقُ، أو أبينُ

.قصيدة: يا راكِباً إمّا عَرضْتَ فبلّغَنْ

يا راكِباً إمّا عَرضْتَ فبلّغَنْ ** عبدَ المدانِ، وجلَّ آلِ قيانِ

قد كنتُ أحسَبُ أنّ أصْلي أصلُكم ** حتى أمرتم عبدكمْ، فهجاني

فتوقعوا سبلَ العذابِ عليكمُ ** مما يُمرُّ على الروّي لساني

فلأذكرن بني رميمةَ كلهمْ ** وبَني الحُصَينِ بخزْيةٍ وهوانِ

ولتعرفنّ قلائدي برقابكمْ ** كالوشمِ لا تبلى على الحدثانِ

أبني الحماسِ، فما أقولُ لثلةٍ ** ترْعى البقاعَ، خبيثَةَ الأوْطانِ

أينَ المالُ، بني الحماسِ، إذا ذكتْ ** بهجائكمْ، متشنعاً، نيراني

.قصيدة: ألا أبلغْ بني الديانِ عني

ألا أبلغْ بني الديانِ عني ** مغلغلةً، ورهطَ بني قيانِ

وأبلغْ كلَّ منتخبٍ هواءٍ ** رَحيبِ الجوْفِ، من عبدِ المَدانِ

مَيامِسُ غَزّةٍ، وَرِماحُ غَابٍ ** خِفافٌ، لا تقومُ بهَا اليَدانِ

تفاقَدْتُمْ! علامَ هَجوْتُموني ** ولمْ أظلِمْ، ولم أُخْلَسْ بَياني

.قصيدة: إذا ما تَرعْرَعَ فِينَا الغُلام

إذا ما تَرعْرَعَ فِينَا الغُلام ** فما إنْ يُقالُ لهُ مَنْ هُوَهْ

فقالت ثنه: فقال:
إذا لمْ يسُدْ قبلَ شَدّ الإزار ** فذلكَ فينا الذي لا هوهْ

ولي صاحبٌ من بني الشيصبانِ ** فَطوْراً أقُولُ، وطوْراً هُوَهْ

.قصيدة: سقتمْ كنانةَ جهلاً من عداوتكم

سقتمْ كنانةَ جهلاً من عداوتكم ** إلى الرسولِ، فجندُ اللهِ مخزيها

أوْرَدتُموها حِياضَ الموْتِ ضَاحِيةً ** فالنّارُ موْعدُها، والقتلُ لاقِيها

أنتم أحابيشُ، جُمّعتُمْ بلا نسَبٍ ** أئِمّةُ الكُفْرِ، غرّتكُمْ طوَاغِيها

هلا اعتبرتمْ بخيلِ اللهِ، إذْ لقيتْ ** أهلَ القَليبِ، ومَنْ أرْدَينَه فِيها

كمْ من أسيرٍ فكَكْناهُ بِلا ثَمَنٍ ** وَجَزِّ ناصِيَةٍ، كُنّا مَوالِيها

.قصيدة: لوْ خلقَ اللؤمُ إنساناً يكلمهمْ

لوْ خلقَ اللؤمُ إنساناً يكلمهمْ ** لكانَ خَيْرَ هُذَيلٍ حِينَ يأتِيها

ترى من اللؤمِ رقماً بينَ أعينهمْ ** كما كوى أذرعَ العاناتِ كاويها

تبكي القبورُ، إذا ما ماتَ ميتهمْ ** حتى يَصِيحَ بمنْ في الأرْضِ داعِيهَا

مثلُ القنافذِ تخزى أن تفاجئها ** شدَّ النهارِ، ويلقى الليلَ ساريها

.قصيدة: أبلِغْ هوَازِن أعلاها وأسفلَها

أبلِغْ هوَازِن أعلاها وأسفلَها ** أنْ لستُ هاجيَها، إلاّ بما فيها

قبيلةٌ ألأمُ الأحياءِ أكرمها ** وأغدرُ الناس، بالجيرانِ، وافيها

وشرُّ مَن يحضرُ الأمصَارَ حاضرُها ** وشرُّ باديةِ الأعرابِ باديها

تبْلى عظامُهُمُ إمّا همُ دُفنوا ** تحتَ الترابِ، ولا تبلى مخازيها

كأنّ أسنانهمْ، من خبثِ طعمتهمْ ** أظفارُ خاتنةٍ كلتْ مواسيها

.قصيدة: ثوَى في قرَيش، بضْعَ عشرَةَ حِجّةً

ثوَى في قرَيش، بضْعَ عشرَةَ حِجّةً ** يُذكِّرُ، لو يَلْقى خليلاً مُؤاتِيا

وَيَعْرِضُ في أهلِ المَواسِمِ نفسَهُ ** فلمْ يرَ من يؤوي، ولمْ يرَ داعيا

فلمّا أتانا، واطمأنّتْ به النّوى ** فأصبحَ مسروراً، بطيبةَ، راضيا

بذلنا لهُ الأموالَ من جلّ مالنا ** وأنفُسَنا، عندَ الوَغَى، والتّآسِيا

نحاربُ من عادى من الناس كلهم ** جميعاً، وإن كان الحبيبَ المصافيا

ونعلمُ أنّ اللهَ لا ربّ غيرهُ ** وإنّ كِتَابَ اللَّهِ أصْبَحَ هادِيا

.قصيدة: أوصى أبونا مالكٌ بوصايةٍ

أوصى أبونا مالكٌ بوصايةٍ ** عمراً وعوفاً، إذ تجهزَ غاديا

بأنِ اجعَلوا أموالَكمْ وسيوفَكُمْ ** لأعراضكمْ ما سلمَ اللهُ واقيا

فقُلنا لهُ إذ قالَ ما قال: مَرْحَباً ** أمرتَ بمعروفٍ وأوصيتَ كافيا